علل تقدم ذكر الفقراء في الحصول على الزكاة على بقية المستحقين لها».
وقد ورد ذلك في الآية 60 من سورة التوبة، حيث قال تعالى «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» صدق الله العظيم.
وقد قسمت الآية أهل الحاجة من المسلمين إلى قسمين الأول هم الفقراء والثاني هم المساكين.
ويرجع السبب في تقديم الله عز وجل الفقراء على المساكين لعلة وذلك لحكمة إلهية فلا يقدم الله شيء أو يؤخره إلى لأمر.
وفسر العلماء ذلك في أن الفقراء هم المُتعفِّفون عن السُّؤال، أما المساكين، هم الذين يسألون ويطوفون على النَّاس
والفقير هو المحتاج المتعفف عن المسألة، أما المسكين، فهو المحتاج السائل، كما أن الفقير هو الجالس في بيته، والمسكين هو الذي يسعى.
ومعنى ذلك أن الصدقات تعطى للفقراء المحتاجين الذين لا يملكون شيئًا، وللمساكين الذين لا يملكون كفايتهم.
واللّه بدأ بالفقراء لأنهم إلا بالأهم فالأهم، وتفسير الفقير بأنه الذي لا يجد شيئا، أو يجد بعض كفايته دون نصفها..
أما المسكين، فهو الذي يجد نصفها أو مايزيد، ولكنه لا يجد تمام كفايته، لأنه لو وجدها لكان غنيا، فيحق عليهم الصدقات حتى يزول به فقرهم ومسكنتهم.
ويعتبر كل مسكين هو فقير ولكنليس كل فقير هو مسكين، فالمسكين هو الذي يخرج من بيته للسؤال الناس حاجته.
بينما الفقير هو من يتعفف عن سؤال الناس ويجلس في بيته أو لا يستطيع الخروج لسؤال الناس حاجته.